happy new year

تزامن أول العامين الهجرى والميلادى وقد يكون هذا فألاً حسناً ومع العام الجديد هجرياً كان أو ميلادياً أقول: إذا أراد الله بعبد خيراً ألهمه الطاعة، وألزمة القناعة، وفقهه فى الدين، وعضده باليقين، فأكتفى بالكفاف، واكتسى بالعفاف..

وإذا أراد به شراً، حبب إليه المال، وبسط منه الآمال، وشغله بدنياه، ووكله إلى هواه، فركب الفساد، وظلم العباد، والثقة بالله أذكى أمل، والتوكل عليه أوفى عمل.. من لم يكن له من دينه واعظ، لم تنفعه المواعظ، ومن سره الفساد، ساءه المعاد.. وكل يحصد مازرع، ويجزى ما صنع، لا يغرنك صحة نفسك، وسلامه أمسك، فمدة العمر قليلة، وصحة النفس مستحيلة، من أطاع هواه، باع دينه بدنياه، ومن رضى بقضاء الله لم يسخطه أحد، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد، وأفضل الناس من لم تفسد الشهوة دينه.. وبالبخيل حارس نعمته، وخازن لورثته..

وأعلم أن أيام الدهر ثلاثة: يوم مضى لا يعود إليك، ويوم أنت فيه لا يدوم عليك، ويوم مستقبل لا تدرى ما حاله ولا تعرف من أهله.. وأعلم أنه لا يكتمل للإنسان دينه حتى يكون فيه أربع خصال: يقطع رجاءه مما
فى أيدى الناس، ويسمع شتم نفسه ويصبر، ويحب للناس ما يحب لنفسه، ويثق بمواعيد الله... أخى إياك والحسد فإنه يفسد الدين، ويضعف اليقين، ويذهب المروءة.