معانا يا رب - الجزء الاول

هوه كده حال الدنيا ابقى مرة فوق السرير ومرة بره فى العربية..كل يوم حاجات جديدة بتحصل فى الدنيا من حوالييا.. بس ساعات مش بدرى بيها..مش بهتم أوى..حياتى بسيطة مختصرة..بين السرير والعربية...ودى مش اى عربية دى عربية الاسعاف
أول مرة يبقى لييا علاقة بالسرير كانت يوم نتيجة الثانوية العامة..كان يوم تقيل أوى..مكنتش عاوزة أقوم من السرير..خايفة ومرعوبة من النتيجة..دماغى مش راسية على بر :يا ترى حنجح ؟ يا ترى حجيب مجموع؟ طب طب واللا هندسة؟ يا ترى كلنا عملنا ايه؟..من كتر خوفى كان كابس علييا النوم بشدة..طب ازاى؟ ماهو الخوف بيصحى طب انا كنت بنام ازاى؟انا نفسى مش عارفة..بس كان هروبى من الواقع ومواجهته فى الفترة دى كان عن طريق النوم..جه ادان الضهر ادن قلت مبدهاش لازم انزل اشوف ايه اللى حصل..ما انا مش قادرة اكتر من كده لازم اشوف نتيجة عمايلى فى السنة الطويلة العجيبة دى..أخدت اخويا الصغير وخدنا تاكسى وطيران على المدرسة..قلت احسن انى اوصل فى الاخر بدل ما اجى فى الاول والفضايح تبان..سمعنى سواق التاكسى وباصللى فى المراية وشاف وشى الاصفر والقلق فى عينايا وقاللى متقلقيش..ناجحة ان شاء الله..وقد كان ..نجحت بدرجات عالية وطبعا حصل اللى كان مكتوبلى : انى ادخل كلية الطب
عمى مسك ورقة الرغبات بعد نتيجة الثانوية العامة وكان فرحان قوى :"أول دكتور من فرع عيلة حسن"..وبالرغم انى معرفش حسن ..بس كنت مبسوطة مش عارفة ليه..مشاعر كتير مع بعضها متجمعة..مبسوطة عشان نجحت وخايفة عشان انا مش عارفة انا قد كلية الطب دى واللا لأ..كنت عاوزة هندسة..الكترونيات أو كهربا..خوفونى ..اه والله خوفونى..ممكن تتكهربى ! ممكن ما تلاقيش شغل! أهم مرطرطين زى الهم على القلب-قال يعنى الدكاترة مش كده برضة- مش لاقيين لقمة! ده علم بيتطور بسرعة وممكن ما تلاحقيش فيه! الطب اجدع واشيك واحسن واقييم! ممكن تفتحى عيادة وكل الناس تكون عاوزة تيجى للدكتورة! ممكن تبقى امراض نسا وتبقى غنية ومحدش يقدر يكلمك!
فى السن الصغير وفى عدم وجود تجارب ومع اكتشافى ان تلات اربع الفصل بتاعى فى ثانوية عامة علمى دخلوا صيدلة وطب..رضخت بسهولة لرغبة أهلى بالرغم من انى من جوايا مش مقتنعة بس أهوه كتبت طب اول رغبة..وفى جوايا قلت لو مع أول تيرم معجبنيش الحال ..أسحب ورقى واحول على هندسة..مش مشكلة!
عمى بعت الدوسية بتاعى لمكتب التنسيق......ومع انى كاتبة بايدى اول رغبة كلية الطب اللا كان عندى أمل ان ممكن هندسة تيجى بالرغم من ان كان مجموعى معدى درجات الطب بزيادة... بعد حوالى اسبوعين
وانا راقدة بالشقلوب على سريرى عمالة بقرا فى قصة..رن جرس الباب..قمت فتحت ولا بييا ولا علييا لقيت البوسطجى فى وشى... ادانى جواب فى ايدى وهو بيقول بابتسامة واسعة:" مبروك يا دكتورة..كلية الطب ان شاء الله"..كان رد فعلى غريب قوى ..غريب لدرجة ان البوسطجى اتلجلج ورمى الجواب وجرى من غير ما ياخود الحلاوة..كان رد فعلى بدون أى كلمة: اتفتحت فى العياط بصوت عالى!