hilarious

Friday, January 16, 2009

www.dostor.org michael heart


علي الرغم من اعتبار المؤرخين مدينة ستالينجراد الروسية علي رأس المدن التي قاوم مواطنوها جيوش الأعداء عبر التاريخ واصفين إياها بـ«المدينة الصامدة دائما ضد العدو الألماني»، إلا أن الحرب علي قطاع غزة والتي نشهدها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع تؤكد أن مؤرخي التاريح سيراجعون حساباتهم في ظل صمود المقاومة الفلسطينية ضد جحافل قوات سلاح البر والبحر والجو الإسرائيلية.




في البدء نود الإشارة إلي أن كل من مدينة غزة وستالينجراد يمتدان لمدة 30 كم أي أنهما يقاربان مجموعة أحياء في محافظة من محافظات مصر، لكن بعيدًا عن نقطة التشابه الوحيدة هذه هناك كم من الاختلافات بين مقاومة أهالي المدينتين لقوات أعدائهم.

فستالينجراد التي ظلت صامدة حوالي ستة أشهر(وقعت بين 21 أغسطس 1942 و2 فبراير 1943) كانت تساعدها قوات الاتحاد السوفيتي مانحة إياها كل ما يلزم من مواد الإغاثة والإسعاف والمأكل والمشرب بالإضافة إلي العتاد العسكري مما مكنها من شن هجوم مضاد علي قوات المحور الألمانية التي تمركزت علي حدود المدينة ما بين كر وفر في ظل الستة شهور تلك، لكن الحال يختلف كثيرا في قطاع غزة الذي لم تساعده أي جيوش بل إن وسائل الإسعاف والإغاثة يتم تدميرها من قبل طائرات ومدافع الجيش الإسرائيلي.

من جانب آخر، لا يمكن أبدًا المقارنة بين العتاد العسكري والذي تم تصنيعه في المصانع الحربية للاتحاد السوفيتي والذي أمسكته أيادي أهالي ستالينجراد بصواريخ القسام والجراد التي يتم تصنيعها يدويا من قبل مهندسي الفصائل الفلسطينية خصوصا إذا علمنا أن أسلحة القوات الإسرائيلية تفوق في تكنولوجيتها الأسلحة البدائية التي تستعملها الفصائل، وهي الأسلحة التي رغم ضعفها النسبي مع نظيرها الإسرائيلي تصمد وتدافع بل وتهاجم آليات ومدفعيات ودبابات بل حتي مروحيات تل أبيب.

ولا يمكن إغفال أمر مهم وهو فتح الحلفاء جبهة أخري في شمال أفريقيا شتتت تركيز الألمان في المدينة الروسية بمعني أن برلين لم تكن تحارب السوفيت وحدهم في ستالينجراد، بل كانت تحارب كذلك جيوش الحلفاء جميعا في أماكن متباعدة.

كما يبرز الفارق الجغرافي ليوضح الاختلاف بين المدينتين واستحالة المقارنة بينهما حينما نعلم أن ستالينجراد بما فيها من وسائل عسكرية ووسائل إغاثة هي أرض مليئة بالمستنقعات مما يعيق تقدم القوات المعادية عبر نواحيها بخلاف القطاع الذي يمتلئ بالأراضي الزراعية والتي تعتبر أفضل بيئة لدخول القوات العسكرية واحتلال أي منطقة، كما يبرز فارق المناخ، فستالينجراد هي إحدي المدن التابعة لروسيا ذات الصقيع القارس والجليد المتساقط وهو الأمر الذي أرهق الألمان الذين لم يتعودوا في بلادهم علي مثل هذا الجو وكان عاملا حاسما من عوامل هزيمتهم واستسلامهم وهو الأمر الذي لا يميز مناخ غزة.

في النهاية بقي أن نوضح أن ستالينجراد صمدت لمدة ستة أشهر في ظل الإمكانات العسكرية والطبية والجغرافية المتوافرة لديها، أما غزة وبرغم افتقار فصائلها إلي هذه الإمكانات فما زالت تصمد في وجه أسلحة الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، هل كانت لتفعلها ستالينجراد إذا حُرمت من جميع وسائلها الدفاعية؟

0 Comments:

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker
Powered By
widgetmate.com
Sponsored By
Apply for Amex