لقطات من مستقبل باسم

بقلم جلال عامر ٣/ ٥/ ٢٠١٠
يعلم الله أننى لم ألوث ماء النيل ولم أسرق ألحان بليغ حمدى وأحترم البورصة لأنها حساسة وأرى أن من يتكلم عن البورصة فى غيابها يقعد فى عياله ونظره وعافيته وأردد دائماً «أهل الهوى يا ليل فاتوا مصانعهم»، وقد تعودت فى منتصف الأسبوع مع إجازة الحلاقين أن أتفاءل وأتمسك بالأمل وأودع الماضى وأستحضر المستقبل وأغنى «سينا رجعت تانى لينا إيد ورا وإيد قدام».. وأن عندنا ديمقراطية سليمة وممكن تلعب الماتش الجاى فأحياناً يحتاج الإنسان أن يخدع نفسه حتى لا ينهار ويتهموا مهندس الحى، وأعشم نفسى أن يأتى يوم يوزع فيه أهل العروسين على المعازيم «الأراضى» فى علب الملبّس.. ألف عام ليست كثيرة فى عمر الشعوب،

وبعد ألف عام سوف نكون قد انتهينا من سماع شرائط القصاص نائب الرصاص وشرائط هشام وشرائط شوبير وتفرغنا لاستكمال التحقيق مع وزير الإسكان السابق وودعنا النظام الفردى الذى تعلمناه من المصارعة الحرة واخترنا نظام القائمة مثل عفش العروسة.. بعد ألف عام نكون قد رفعنا قانون الطوارئ إلى ما فوق الركبة لمن لا تقل «ركبته» عن لواء، وعدلنا المادة ٧٦ لتصرف مع العلاوة الاجتماعية وحسمنا موضوع «الضبعة» بعد استئذان جوزها «الضبع»..

بعد ألف عام من الآن سوف نكون جميعاً بما فينا المجالس القومية المتخصصة والبورصة وهيئة سوق المال وجهاز حماية المستهلك ونادى «إنبى» وسينما «ريفولى» تابعين لهيئة الآثار، وتنتقل ملكيتنا من وزارة الداخلية إلى وزارة الثقافة كعهدة تروى فترة مضيئة بالنيون من تاريخ مصر، وبعضنا سوف يتم تهريبه والاتجار فيه وبعضنا سوف يظل هنا ليعرضوه على السياح فى المتاحف والأكشاك وحفلات الصوت والضوء حيث تضبط الميكروفونات وتطفأ الأنوار ويبدأ العرض ليقول المصرى القديم للسياح: (أنا المصرى القديم ولدت فى أيام الرئيس مبارك وتزوجت فى زمن الرئيس مبارك وأنجبت فى عصر الرئيس مبارك ثم توفيت فى عهد الرئيس مبارك) فيصفق الحاضرون مجاملة للرئيس مبارك الذى يجلس ويشاهد العرض.