فنجال
بدأ اليوم كسائر الايام..نبتشية طويلة و مملة..و عند دقات الساعة السابعة تحدثت الى نفسها بسعادة غامرة حيث ان النبتشية سوف تنتهى مع دقات الساعة الثامنة..اخذت تمنى نفسها بعشوة حلوة سخنة تنفخ البطن و تعصلج القولون و تنتهى ب بيبسى دايت و شويه لاكسيل..ما هذا الصوت؟ استيقظت من احلام العشا السخن على اصوات صريخ و صويت و ..سرينة اسعاف؟ تانى؟انا مكلماهم و قالولى مفيش اتصال حصل من حد ..بتوع الاسعاف دول قالولى كده..يكونش اسعاف تانى هو اللى جاب الصويت ده معاه؟...اصوات الاقدام تجرى ناحية غرفة الريساسيتيشن..لم ترغب فى الخروج الى الطرقة الطويلة ..ماهو العيان جاى جاى ..قامت من الكرسى الذى كانت محشورة فيه حيث كان فى غرفة الانعاش تلك عدد من الكراسى لا يتساوى مع عدد الاطباء..لبست اللاتكس بعد هرش ايديها من تاثير بودرته على ايديها و هرست كمان فى منخيرها و قفاها ..دخل عليها بواقى بنى ادم ..تم الفحص و ثبتت الوفاة..بتكتب الشهادة قامت كومة عربيات اسعاف جت و جايبة ناس تانية..من تركيب كانيولا هنا لتركيب تيوبة هنا لسى فى بى هنا على بصة على المونيتور ده على رايل هنا على قسطرة هنا على الرد على اسئلة سخيفة تنم عن غباء الى الرد على التليفون الداخلى الى تجهيز الدم و حجرة العمليات..مرت اكثر من ساعتين و هى تعمل على الحوادث و الحالات الحرجة..ولكن اعداد المرضى فى زيادة و لم يحضر زميلها لاستلام العمل..و ظلت تردد كلمة واحدة احييية مع كل عيان جديد يدخل الريساس و كأن الريساس فيه أكسير الحياة..شفطوا الاكسجين اللى فى القوضة فبدأت تضع الماسك لعله يمنع الريحة..اطباء الامتياز بدأوا فى الزوغان..بدأت الحجرة تتكدس اكثر و بدأت الحالات الجديدة يتم فحصها على الارض..و بدأت قوة الطبيبة تخور و عندما هدأت الحركة قليلا خرجت على باب الحجرة لتتنفس قليلا من الهواء و شربت قليلا من الما ء قبل ان تتهاوى الحالات من حولها حيث بدأت الحالات هى الاخرى تفقد اتصالها بعالمنا الدنيوى و تدخل فى حالة أرست..و تنتهى بتركها هم الدنيا نهائيا..تغوص الطبيبة فى عرقها الممزوج برائحة جميلة كأنها من الجنة..اتاريها دكتورة امتياز رشت عليها شوية برفان بريحة الورد البلدى..انعشتها تلك الرائحة قبل ان تبدأ فى كتابة شهادات وفاة اخرى و تستقبل الجماهير الغفيرة التى تصوت على العيان عموما..اصبحت تميز بين قريب العيان و حبيب العيان ..الذى يولول زى الولايا ده جى يجامل ..اللى بيبكى فى صمت متوسلا لله سبحانه هو حبيب العيان بجد...لم تكن تعرف كيف تبلغ بالوفاة و لم يكن هناك وقت لذلك فكتابة الشهادة كفيل بتحريك الجثة و توفير مكان لعيان اخر..هذا ما يجب استغلال الوقت فيه حاليا حتى يأتى زميلى..بس هو فين سيد أمه؟ نايم ؟و اللا قاعدلى فى الكافيتريا؟...اه انا شفته فى الكافيتريا بيشرب شاى و كيك و جاى حالا بس بيقولك يا دكتور انه بيشحن...بيشحن؟ يا حلاوتك ..كتمت بعض الكلمات البذيئة ان تخرج من فمها و جرت للكافيتريا اللى فى اخر الطرقة و هى تدارى حركة باصبعها الوسطى خلف ظهرها..وصلت هناك و هى تكاد تتهاوى على الكرسى..بدون عتاب سلمت الحالات لزميلها و بكل هدوء جلست تتناول فنجال من النيسكافية و هى تجفف عرق جبينها قائلة فى ذهنها اه يا نبتشية يا بنت الكلب و كمان ببلاش عشان انا نايب مش اساسى..نست كل ذلك و هى تضع قدمها فى الاسبادرى و تشوط بالاخرى السابوه قائلة امشى يا بن الكلب يابو ريحه زفت مش كفاية واسع كمان علييا...عدلت من هندامها و خرجت لتركب اول تاكسى يقلها الى حلة المحشى التى تنتظرها مع الفراخ على النار
Labels: نبتشية
0 Comments:
Post a Comment
<< Home