قصيدة فاروق جويدة الاخيرة..نقلا عن موقع شباب ع النت
هَذي بِلادٌ .. لم تعد كبلادي
"إلي شهداء مصر من الشباب الذين ابتلعتهم الأمواج علي شواطئ إيطاليا وتركيا والينان"
كم عشت أسأل : أين وجه بلادي *** أين النخيل وأين دفء الوادي
لا شيء يبدو في السماء أمامنا ***غير الظلام وصورة الجلاد
هو لا يغيب عن العيون كأنه *** قدر .. كيوم البعث والمياد
قد عشت أصرخ بينكم وأنادي *** أبني قصورا من تلال رمادي
أهفوا لأرض لا تساوم فرحتي ***لا تستبيح كرامتي .. وعنادي
أشتاق أطفالا كحبات الندي *** يتراقصون مع الصباح النادي
أهفوا لأيام تواري سحرها *** صخب الجياد .. وفرحة الأعياد
***
اشتقت يوما أن تعود بلادي *** غابت وغبنا ..... وانتهت ببعادي
في كل نجم ضل حلم ضائع *** وسحابه لبست ثياب حداد
وعلي المدى أسراب طير راحل *** نسي الغناء فصار سير جرد
هذي بلادي تاجرت في عرضها *** وتفرقت شيعا بكل مزاد
لم يبق من صب الجياد سوي الأسى *** تاريخ هذي الأرض بعض جياد
في كل ركن من ربوع بلادي *** تبدوا أمامي صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع أرضها *** حملت سفاحا فاستباح الوادي
لم يبق غير صراخ أمس راحل *** ومقابر سئمت من الأجداد
وعصابة سرقة نزيف عيوننا *** بالقهر والتدليس ... والأحقاد
ما عاد فيها ضوء نجم شارد *** ما عاد فيها صوت طير شاد
تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا *** وتزورنا دوما بلا ميعاد
شيء تكسر في عيوني بعدما ***ضاق الزمان بثورتي وعنادي
أحببتها حتى الثمالة بينما *** باعت صباها الغض للأوغاد
لم يبق فيها غير صبح كاذب *** وصراخ أرض في لظى استعباد
***
لا تسألوني عن دموع بلادي *** عن حزنها في لحظة استشهادي
في كل شبر من ثراها صرخة *** كانت تهرول خافنا وتنادي
الأفق يصغر .. والسماء كئيبة *** خلف الغيوم أري جبال سواد
تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا *** والريح تلقي للصخور عتادي
نامت علي الأفق البعيد ملامح *** وتجمدت بين الصقيع أياد
ورفعت كفي قد يراني عابر *** فرأيت أمي في ثياب حداد
أجسادنا كانت تعانق بعضها *** كوداع أحباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا *** تتزاحم الأجساد ... في الأجساد
حتى الشهادة راوغتني لحظة *** واستيقظت فجرا أضاء فؤادي
هذا قميصي فيه وجه بٌنيتي *** ودعاء أمي .. "كيسُ" ملح زادي
رُدوا إلي أمي القميص فقد رأت *** ما لا أري من غربتي ومرادي
وطن بخيل باعني في غفلة *** حين اشترته عصابة الإفساد
شاهدت من خلف الحدود مواكبا *** للجوع تصرخ في حمي الأسياد
كانت حشود الموت تمرح حولنا *** والعمر يبكي ... والحنين ينادي
ما بين عمر فر مني هاربا *** وحكاية يزهو بها أولادي
عن عاشق هجر البلاد وأهلها *** ومضي وراء المال والأمجاد
كل الحكاية أنها ضاقت بنا *** واستسلمت للص والقواد!
في لحظة سكن الوجود تناثرت *** حولي مرايا الموت والميلاد
قد كان أخر ما لمحت علي المدى *** والنبض يخبو .. صورة الجلاد
قد كان يضحك والعصابة حوله *** وعلي امتداد النهر يبكي الوادي
وصرخت ... والكلمات تهرب من فمي : *** هذي بلاد .. لم تعد كبلادي
Labels: shabab3net.com
4 Comments:
أنا الراجل دة بيوجعلى قلبى
......
وعلى فكرة أنا عندى مجموعة أعمالة الكاملة فى ملفات
pdf
نحياتى
ونزار قبانى كمان ..... !!؟
هـــة
عندك أحمد فؤاد نجم ؟..أكون شاكرة جدا لو بعت كل ده على الايميل أو تبعتلى اللينك..مرسى يا خالد :)
تدفعى كام .......... !!؟
طبعا بهزر سأرسل كل ماعندى عالميل
تقبلى تحياتى
Post a Comment
<< Home