hilarious

Monday, February 18, 2008

قصيدة فاروق جويدة الاخيرة..نقلا عن موقع شباب ع النت

هَذي بِلادٌ .. لم تعد كبلادي
"إلي شهداء مصر من الشباب الذين ابتلعتهم الأمواج علي شواطئ إيطاليا وتركيا والينان"



كم عشت أسأل : أين وجه بلادي *** أين النخيل وأين دفء الوادي
لا شيء يبدو في السماء أمامنا ***غير الظلام وصورة الجلاد
هو لا يغيب عن العيون كأنه *** قدر .. كيوم البعث والمياد
قد عشت أصرخ بينكم وأنادي *** أبني قصورا من تلال رمادي
أهفوا لأرض لا تساوم فرحتي ***لا تستبيح كرامتي .. وعنادي
أشتاق أطفالا كحبات الندي *** يتراقصون مع الصباح النادي
أهفوا لأيام تواري سحرها *** صخب الجياد .. وفرحة الأعياد
***
اشتقت يوما أن تعود بلادي *** غابت وغبنا ..... وانتهت ببعادي
في كل نجم ضل حلم ضائع *** وسحابه لبست ثياب حداد
وعلي المدى أسراب طير راحل *** نسي الغناء فصار سير جرد
هذي بلادي تاجرت في عرضها *** وتفرقت شيعا بكل مزاد
لم يبق من صب الجياد سوي الأسى *** تاريخ هذي الأرض بعض جياد
في كل ركن من ربوع بلادي *** تبدوا أمامي صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع أرضها *** حملت سفاحا فاستباح الوادي
لم يبق غير صراخ أمس راحل *** ومقابر سئمت من الأجداد
وعصابة سرقة نزيف عيوننا *** بالقهر والتدليس ... والأحقاد
ما عاد فيها ضوء نجم شارد *** ما عاد فيها صوت طير شاد
تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا *** وتزورنا دوما بلا ميعاد
شيء تكسر في عيوني بعدما ***ضاق الزمان بثورتي وعنادي
أحببتها حتى الثمالة بينما *** باعت صباها الغض للأوغاد
لم يبق فيها غير صبح كاذب *** وصراخ أرض في لظى استعباد
***
لا تسألوني عن دموع بلادي *** عن حزنها في لحظة استشهادي
في كل شبر من ثراها صرخة *** كانت تهرول خافنا وتنادي
الأفق يصغر .. والسماء كئيبة *** خلف الغيوم أري جبال سواد
تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا *** والريح تلقي للصخور عتادي
نامت علي الأفق البعيد ملامح *** وتجمدت بين الصقيع أياد
ورفعت كفي قد يراني عابر *** فرأيت أمي في ثياب حداد
أجسادنا كانت تعانق بعضها *** كوداع أحباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا *** تتزاحم الأجساد ... في الأجساد
حتى الشهادة راوغتني لحظة *** واستيقظت فجرا أضاء فؤادي
هذا قميصي فيه وجه بٌنيتي *** ودعاء أمي .. "كيسُ" ملح زادي
رُدوا إلي أمي القميص فقد رأت *** ما لا أري من غربتي ومرادي
وطن بخيل باعني في غفلة *** حين اشترته عصابة الإفساد
شاهدت من خلف الحدود مواكبا *** للجوع تصرخ في حمي الأسياد
كانت حشود الموت تمرح حولنا *** والعمر يبكي ... والحنين ينادي
ما بين عمر فر مني هاربا *** وحكاية يزهو بها أولادي
عن عاشق هجر البلاد وأهلها *** ومضي وراء المال والأمجاد
كل الحكاية أنها ضاقت بنا *** واستسلمت للص والقواد!
في لحظة سكن الوجود تناثرت *** حولي مرايا الموت والميلاد
قد كان أخر ما لمحت علي المدى *** والنبض يخبو .. صورة الجلاد
قد كان يضحك والعصابة حوله *** وعلي امتداد النهر يبكي الوادي
وصرخت ... والكلمات تهرب من فمي : *** هذي بلاد .. لم تعد كبلادي

Labels:

4 Comments:

At 9:06 PM, Blogger KHALED said...

أنا الراجل دة بيوجعلى قلبى
......
وعلى فكرة أنا عندى مجموعة أعمالة الكاملة فى ملفات
pdf
نحياتى

 
At 9:12 PM, Blogger KHALED said...

ونزار قبانى كمان ..... !!؟
هـــة

 
At 3:06 AM, Blogger reham said...

عندك أحمد فؤاد نجم ؟..أكون شاكرة جدا لو بعت كل ده على الايميل أو تبعتلى اللينك..مرسى يا خالد :)

 
At 6:34 AM, Blogger KHALED said...

تدفعى كام .......... !!؟
طبعا بهزر سأرسل كل ماعندى عالميل
تقبلى تحياتى

 

Post a Comment

<< Home

eXTReMe Tracker
Powered By
widgetmate.com
Sponsored By
Apply for Amex