تنضيف الهارد
وانا برتب الملفات اللى على الهارد لقيتنى كاتبة حدوتة صغيرة..لقطة من تأليفى..جزء منها حصل بجد فى المستشفى..والباقى من خيالى..بس بجد جالى مرة كوباية شاى هدية قودام استراحتنا اللى فى الرعاية..اللى فى الممر اياه اللى بيتحط فيه اللى خلاص..كنت حساهم بالحدوتة دى فى مسابقة للساقية..بس طنشت ..انا ححطها هنا فى البلوج للذكرى مش اكتر..اللى حيقراها وتعجبه او متعجبوش يا ريت يقول بوقين ..انا فاتحه الكومنتات عموما..مرسى مقدما للى حيقرا ويقول كلمة..ياللا اهيه:
كوب من الشاى الساخن
دخلت استراحة النواب لأريح ظهرى بعد كتابة شهادة الوفاة لمريض الحادث الذى استقبلته منذ بضع دقائق..عربته انحرفت عن الطريق لسرعته الشديدة فلم يستطع السيطرة على عجلة القيادة فانقلبت به السيارة عدة مرات ..وصل الى المستشفى بسيارة اسعاف مسرعة اقتحم صوت سرينتها صمت قاعة الاستقبال..كانت الساعة تقترب من الثالثة بعد منتصف الليل وها أنا ما زلت فى عملى منذ الصباح الباكر..استقبلته وقمت بفحص الحالة وبدأت العمل عليها ..قمت بتركيب انبوبة التنفس الصناعى وتركيب كانيولا ووضع المريض على المونيتور وقياس الضغط وتركيب المحاليل والدم حتى استقرت حالته قليلا..فسمحت بنقله تحت اشراف طبيب زميلى الى قاعة الاشعات ..تم عمل الاشعة المقطعية على المخ وأشعة على الصدر وأشعة تليفزيونية على بطن المريض..تبين اصابة المخ بتهتك فى الفص الايمن مع وجود تهتك فى الطحال الموجود بالبطن..بدأت فى اتمام اجراءات دخول المريض الى المستشفى وحمدت الله ان أهل المريض قد حضروا لتوقيع الموافقة على دخول المريض غرفة العمليات للسيطرة على النزيف داخل بطنه واستئصال الطحال..رجال الاسعاف هم من اتصلوا بأهل المريض من تليفونهم الخاص حتى لا تتعطل أى اجراءات لازمة لمريض الحادث..فى اثناء تحضيرى للمريض لدخول غرفة العمليات لاحظت ان زميلى الدكتور أحمد يرمقنى بنظرات لم أفهم معناها أو توهمت اننى لا أفهمها .. لم نتحدث قط ولكن ذلك لم يمنعنى من الاعجاب به ..هل ما أراه فى عينيه اعجاب بى كطبيبة أم اعجاب بى كانسانة ؟..هل تفرق ؟ ..لا ..لا تفرق لأن الطبيبة بداخلها الانسانة ..اننى انكب على عملى بدافع انسانى ..التعاطف مع الحالات يجعلنى أعمل وأعمل وأعمل..بلا زهق أو ملل..كل مريض يأتى الى الاستقبال يكون بمثابة تحدى جديد لقدراتى وذكائى الطبى ..اه لو مات منى مريض.أشعر وقتها ان احساس رهيب يداهمنى ليس الاحساس بالفشل ولكنه احساس بأننى أنفصل عن جسدى لأسبح فى العدم , ساعتها قلبى وضميرى يؤنبانى :هل كان فى استطاعتى عمل أكثر من ذلك لمريضى ؟لا أجد اجابة فتنساب دموعى حارقة على خدى أحاول اخفائها ولكن طاقم التمريض يراها ويهون علي همى..هذة الدموع قد انسابت منذ قليل على مريض الحادث الذى توفى قبل ادخاله غرفة العمليات ..جسده النحيل لم يستطع تحمل الحادث والمقاومة..فاستسلم للموت بابتسامة رضا عجيبة ..أول مرة أرى مريض يستقبل الموت بابتسامة ووجه منير..تركت مريضى مع أهله ليستكملوا بقية أوراقه ..وضعت شهادة الوفاة فى يد التمريض الذى أخذها منى وكتبت لهم ايضا تقرير طبى بحالة المريض وقت استقباله..سوف يحتاجه رجال الشرطة بالتأكيد..طلبت الكافيتريا من تليفون الطوارئ..أبلغتهم برغبتى فى تناول كوب من الشاى الساخن فى الاستراحة..دخلت الحجرة وما ان خلعت حذائى حتى سمعت طرقا خفيفا على الباب..أخذت دقيقة حتى ألبس حذائى وأفتح الباب ..لم أجد أحد ولكنى وجدت كوب الشاى الساخن على الارض وبجواره ورقة مطوية..فتحتها وقرأت ما فيها: رأيتك ورأيت انسانيتك فى دموعك على مرضاكى..لطالما رغبت فى عدم رؤيتك وانت تبكين ..ولطالما رغبت فى التحدث اليكى ..فاننى لا استطيع كتمان ما أشعر به تجاهك أكثر من ذلك..أحبك.. دكتور أحمد
3 Comments:
جميلة و عجبتنى .. برافووو
عايزين نسمع خبر يفرحنا بقة
باتمنالك السعادة
و ما هانش عليه يحط كيس بسكوت مع كوباية الشاي ؟
:d
khaled :ربنا يخليك..كويس انها عجبتك..الخبر الكويس انا الصراحة مستنياه ييجى..دعواتك
rain drops:اكلوه منى فى النبتشية
Post a Comment
<< Home