فوكيرة فى اثناء انتظار أول عيان
بغض النظر على الغسالة اللى شغلتها على بدلة العمليات بس عشان امبارح حصل استهبال والمقص خبط فييا وكمان فوطة بطن وقعت علييا...وبغض النظر عن الاشكال العجب-يا رب ارحمنى -..والله بعصر علييا لمونة وانا رايحة كل يوم...نفسى ألاقى حاجة حلوة بس تخللينى احب اجى كل يوم..رضا بيقوللى اللمة الحلوة هى بس اللى مصبراه..معرفتش أقول ايه..يمكن الدم الجديد اللى فى القسم يخليينا مبسوطين ولو شوية..وانا قاعدة فى العيادة النهاردة بحسبن عليهم ..الممرضة استأذن انها تقفل علييا الباب لحد ما توقف العيانين طابور..قعدت أبص فى ورقة بيضة قصادى كانت مغرية انى اكتب عليها..وكتبت ده ..بس للذكرى:
من الممكن ان تشعر بالقوة فى خلال فترة من عمرك..هذة القوة محتمل انها تكون حقيقية أو خداع ..يتضح ذلك مع أول اختبار "شديد" لك..الشدة هنا فى اختبار قوتك تنبع من انها تأتى من حيث لا تحتسب..مقولة(اللى يحسب الحسابات فى الهنا يبات)لا تنفع حينئذ..يأتى الاختبار بقوة..ريح هادرة تعصف بكيانك كله وتهزك من الاعماق..تشكك فى كل شئ..قوتك سلطتك مكانتك علمك علاقاتك ..ويبقى ايمانك فقط ..اذا كان قويا !
تفقد قوتك فى لحظة ولكن ايمانك يأبى الا ان يشهر سيفه فى وجه الخداع الذى كان يحيط بك منذ فترة..خذاع المكانة والسلطة والعائلة وشلة الاصحاب..وتبقى حقيقة واحدة يجب ان تسلم بها: انك واقفا فى هذا الموقف وحك تماما..
تبدأ شلة الذئاب فى نهش لحمك..يقطعون منه قطعة قطعة..يتلذذون بامتصاصا أدميتك حتى اخر قطرة..راغبين بقوة ان يسلبوك اياها حتى تتحول عيونك الصافية الى مثل عيونهم المذعورة الخائفة النهمة بغير شبع..
يستمر النهش بكافة الاشكال ...فى اموالك فى علمك فى اسلوبك فى حياتك..حتى ادق خصوصياتك..لا يتهاونون عن عمل اى شئ وكل شئ...ستار الخديعة الذى كان يغلفهم سقط من امام عينيك وانت فى وسط هذا الاختبار الصعب الذى أتاك من حيث لا تحتسب...
أصبح أمامك اختيارين:اما المواجهة أو الانسحاب..ولكنك ضعيفاصابك الهزال من هذا الاختبار الصعب..انهم لا يشعرون بهذا الاختبار الذى تمر به ولكنهم يرون فقط علاماته عليك...يستنشقون رائحة ضعفك..فتغمرهم نشوة الرغبة فى الانقضاض عليك واكلك حيا ..وتبدأ انت فى سؤال نفسك : هل ما افنيت عمرى فيه راح هباء؟
توسلاتك ترفعها الى السماء..انهم الان ما زالوا مستمرين فى اكل لحمك حيا و لا يستحرمون..السماء فقط هى الملاذ الوحيد و لكنك ما زلت على الارض..الاختبار لطمك بشدة وجعلك تقع وجعل كل القصور التى بنيتها من حولك-والتى كنت تعتقد انها الحماية-تقع دفعة واحدة..حبات رمال متهاونة تسقطها أقل قوة..العودة الى الارض جعلك تنظر الى الحقيقة..فانك من تراب ..هذا التراب الذى خلقت منه وسوف تعود اليه
وجهك الذى ارتطم بالارض جعلك تفيق من غيبوبتك..جعلك ترى الالة الكبيرة والتى كنت انت ترسا صغيرا فيها..نعم وجودك يجعلها تدور..ولكنك انت لست الاساس..انت قطعة ممكن استبدالها فى أى وقت..ولكن لكى نجعلك تعمل لساعات طوال معصوب العينين كان يجب خداعك "ان العمل سيتوقف اذا تركت المكان"..اين تلك المقولة الان وها هى عبارات التهديد والوعيد والسخرية تملأ المكان عن اخره وتصم الاذان ؟هل هذة هى الخطيئة التى ارتكبتها فى حق نفسك..انك تفانيت فى مكان عملك ؟
وحدك..ما زلت وحدك تواجه تبعات اختيارك..ولكن الاختبار ما زال يعصف بك ..بدأت بعد فترة فى استرداد بعضا من قوتك...بدأت تجمع شتات نفسك..تحاملت على نفسك واسندت يديك على الارض..رفعت رأسك لترى الطريق...ركزت بصرك على الشئ الوحيد ذو الاولوية القصوى فى حياتك..عقدت العزم على الدفاع..أمدتك السماء بطاقة من عند الله ..هدية حتى تستطيع الصمود
استندت على يديك وقدميك..خائف من ان تقوم على اثنتين ولا تقدر..ايمانك فقط يأتى اليك مهرولا يرفع قامتك من هذا الوضع الى الوضع الادمى..انك لم تفقد ادميتك بعد..انك لم تفقد ادميتك بعد
4 Comments:
هو انتي اللى كاتبه المقاله دي !!
This comment has been removed by the author.
This comment has been removed by the author.
This comment has been removed by the author.
Post a Comment
<< Home